بسم الله الرحمن الرحيم :
(هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النو..)
ونور الله واحد متصل شامل ; وما عداه ظلمات تتعدد وتختلف . وما يخرج الناس من نور الله إلا ليعيشوا في ظلمة من الظلمات , أو في الظلمات مجتمعة ; وما ينقذهم من الظلام إلا نور الله الذي يشرق في قلوبهم , ويغمر أرواحهم , ويهديهم إلى فطرتهم . وهي فطرة هذا الوجود . ورحمة الله بهم وصلاة الملائكة ودعاؤها لهم , هي التي تخرجهم من الظلمات إلى النور حين تتفتح قلوبهم للإيمان: (وكان بالمؤمنين رحيما). .
ذلك أمرهم في الدنيا دار العمل . فأما أمرهم في الآخرة دار الجزاء , فإن فضل الله لا يتخلى عنهم , ورحمته لا تتركهم ; ولهم فيها الكرامة والحفاوة والأجر الكريم:
(تحيتهم يوم يلقونه سلام , وأعد لهم أجرا كريما). .
سلام من كل خوف , ومن كل تعب , ومن كل كد . . سلام يتلقونه من الله تحمله إليهم الملائكة . وهم يدخلون عليهم من كل باب , يبلغونهم التحية العلوية . إلى جانب ما أعد لهم من أجر كريم . . فيا له من تكريم !
فهذا هو ربهم الذي يشرع لهم ويختار . فمن ذا الذي يكره هذا الاختيار ?!